
عباس خضير
لقد أثبت العراقيون المسلمون، خلال الحرب ضد تنظيم داعش، أنّ الدفاع عن الوطن لا يُقاس بالانتماء الديني أو الطائفي، بل بروح المواطنة. فقد وقفوا إلى جانب المسيحيين والصابئة والأيزيديين وغيرهم من المكوّنات الدينية الأقل عدداً، ودافعوا عنهم حين تعرّضت مناطقهم للتهجير والقتل.
اليوم، ومع دخول العراق في سباقات انتخابية متكررة، تبرز تساؤلات عن سبب عدم انعكاس هذا التضامن العسكري والإنساني في صناديق الاقتراع. فهل هو قصور سياسي من ممثلي المكوّنات المسيحية، أم أنّ الأدلجة الشعبية والهويات الطائفية لا تزال هي الصوت الأقوى في توجيه الناخبين؟
إنّ تحويل روح التضامن التي وُلدت في ميادين القتال إلى دعم سياسي يحتاج إلى وعي جماعي، وإلى برامج انتخابية تُخاطب المواطنين بوصفهم شركاء في الوطن لا مجرّد مكوّنات متفرقة. فالتحالف بين الأغلبية المسلمة والأقليات الدينية قد يصبح نموذجاً لوحدة عراقية جديدة إذا ما تجاوز الجميع الخطاب التقليدي وركّزوا على القيم المشتركة في المواطنة والعدالة الاجتماعية.