بغداد – إيجاز
حذر أستاذ الاقتصاد في جامعة البصرة، نبيل المرسومي، من هشاشة الوضع المالي في العراق، مؤكداً أن البلاد لا تمتلك أي حائط صد لمواجهة الأزمات المحتملة، فيما وصف التصريحات الرسمية حول “تأمين الرواتب” بأنها عبث اقتصادي.
وقال المرسومي في تصريحات صحفية، تابعها موقع “إيجاز” إن العراق يمر بمرحلة جديدة بعد صرف “الرواتب الأخيرة”، في ظل استمرار ضعف الإيرادات غير النفطية وارتفاع الدين الداخلي إلى 85 تريليون دينار، موضحاً أن الإنفاق العام في تصاعد مقابل إيرادات شبه مستقرة.
وأضاف أن اعتماد الموازنة على سعر 70 دولاراً للبرميل أمر غير مناسب، لافتاً إلى أن 78% من المتقاعدين يتسلمون رواتبهم من الموازنة العامة، وأن الإنفاق على الرواتب ارتفع بشكل ملحوظ خلال الأشهر الماضية.
وفي ملف النفط، أكد المرسومي عدم وجود أي استئناف قريب لتصدير النفط عبر ميناء جيهان التركي، مشيراً إلى أن إقليم كردستان لا يمتلك النفط بشكل مباشر وإنما بعقود شراكة مع الشركات النفطية، ما يجعله غير قادر على تسليم أي برميل لشركة “سومو” دون اتفاق مع تلك الشركات. وبيّن أن عقود التراخيص الجديدة “محصنة وغير خاضعة للقضاء العراقي”، فيما لا تصل كميات الغاز المستوردة من إيران كاملة كما هو متفق عليه.
كما انتقد المرسومي التعثر في ملف استثمار الغاز وفشل مشروع “المحطات العائمة” بسبب نقص التمويل والوقت، مؤكداً أن “التحرش بالاحتياط المركزي يعد من الخطيئات الكبرى”. وأوضح أن إجراء الإصلاحات الاقتصادية أصبح ضرورة عاجلة، لكنه أشار إلى أن هذه الإصلاحات “خارج سيطرة الحكومة” في ظل الواقع الحالي.
وختم المرسومي بالإشارة إلى ضبط ناقلة ترفع العلم الليبيري وبحوزتها 250 ألف طن وقود، إضافة إلى وجود مستودعات ضخمة لتخزين النفط الأسود في ميناء الزبير، مشدداً على أن العراق يمكنه استيراد الغاز من قطر كخيار عاجل لتعويض النقص